تأسست مدرسة درويش بن كرم، المعروفة أيضًا باسم "المدرسة الأهلية"، عام 1940 على يد الراحل درويش بن كرم القبيسي، وتُعد من أوائل المدارس النظامية في إمارة أبوظبي. بدأت المدرسة في خيمة بسيطة مصنوعة من سعف النخيل، واستقبلت في بداياتها حوالي 70 طالبًا من أبناء الجيران والأقارب.
في بدايتها، كانت المناهج الدراسية تركز على تعليم القرآن الكريم، والفقه، واللغة العربية، والقراءة، والكتابة، وبعض مبادئ الحساب. وفي عام 1963، قام درويش بن كرم برحلة إلى الأردن لاستقدام معلمين بهدف توسيع نطاق التعليم وتطوير المناهج لتشمل مواد مثل العلوم والأدب والثقافة.
في عام 2002، تم إعادة تسمية المدرسة تكريمًا لمؤسسها لتصبح "مدرسة درويش بن كرم للبنين". كما أسس درويش بن كرم المدرسة الإسلامية الإنجليزية في عام 1978، بعد طلبه من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تخصيص أرض لهذا الغرض. تهدف هذه المدرسة إلى خدمة الجالية المسلمة غير الناطقة بالعربية في أبوظبي.
يُذكر أن درويش بن كرم كان شخصية بارزة في المجتمع، حيث عمل كإمام وخطيب، ومعلم، وطبيب شعبي، ومأذون لعقد القران، بالإضافة إلى توليه مهام إدارية في ديوان الحاكم، مثل الإشراف على تصدير النفط من جزيرة داس، وصرف رواتب الشرطة، وإصدار الجوازات المحلية.
تخرج من المدرسة العديد من الشخصيات البارزة التي أسهمت في نهضة وتطور دولة الإمارات العربية المتحدة.
تُعد مساهمات درويش بن كرم في مجال التعليم والعمل المجتمعي من الركائز الأساسية في تطور التعليم في إمارة أبوظبي. وفي عام 2010، تم ترميم المبنى التاريخي للمدرسة للحفاظ على طابعه التراثي مع تزويده بكافة التقنيات الحديثة اللازمة للتعليم المتميز، ليستمر إرث درويش بن كرم من خلال المدارس التي أسسها والخدمات التي قدمها للمجتمع.
